يقول:
تفسير ذلك أن الأصل مبتدأ تلقى له خبراً من بعد تثنيه
وفاعل مسند، فعل تقدمه إليه يكسبه وصفاً ويعطيه
هذان أصلان لا تأتيك فائدة من منطق لم يكونا من مبانيه
وما يزيدك من بعد التمام فما سلطت فعلاً عليه في تعديه
هذي قوانين يلفى من تتبعها مايشبه البحر فيضاً من نواحيه
فلست تأتي إلى باب لتعلمه إلا انصرفت بعجزعن تقصيه
هذا كذاك وإن كان الذين ترى يرون أن المدى دان لباغيه
ثم الذي هو قصدي أن يقال لهم بما يجيب الفتى خصماً يماريه
من أين أن لا نظم يشبهه وليس من منطق في ذاك يحكيه؟
وقد علمنا بأن النظم ليس سوى حكم من النحو نمضي في توخيه
لو نقب الأرض باغ غير ذاك له معنى، وصغد يعلو في ترقيه
ما عاد إلا بخسر في تطلبه ولا رأى غير غي في تبغيه
ونحن ما إن بثثنا الفكر ننظر في أحكامه ونروي في معانيه
كانت حقائق يلفى العلم مشتركاً بها، وكلا تراه نافذاً فيه
فليس معرفة من دون معرفة في كل ما أنت من باب تسميه
ترى تصرفهم في الكل مطرداً يجرونه باقتدار في مجاريه
فما الذي زاد في هذا االذي عرفوا حتى غدا العجز يهمي سيل واديه؟
قولوا، وإلا فأصغوا للبيان تروا كالصبح منبلجاً في عين رائيه
الحمد لله وحده، وصلواته على رسوله محمد وآله.


الصفحة التالية
Icon