ومطابق أيضاً لأمر الأول، وهو التواريخ في أواخر تفسير السور؛ فإن السلسلة الأولى في أواخر سور القسم الأول، والسلسلة الثانية هي في أواخر سورة القسم الثالث خلا التاريخ الذي في آخر تفسير سورة الفتح فإن تفسير سورة الفتح من القسم الرابع، لكن ذلك التاريخ مخدوش كما تقدم، ويذفف عليه أن تفسير الفتح جار على الطريقة الثانية.
قد تضافرت الأدلة على أن القسم الأول والثالث والخامس والسابع من تصنيف الفخر الرازي، وبقي النظر في بقية الأقسام، وهي الثاني والرابع والسادس، ويدل على أنها من تصنيف غيره أمور:
الأول : اختلاف الطريقة كما تقدم.
الثاني : في التفسير (٥/١٨٢) في تفسير سورة الروم – وهو من القسم الثاني - :"فأخبرني الشيخ الورع الحافظ الأستاذ عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بحلب..".. وعبد الرحمن هذا توفي سنة ٦٢٣ كما في الشذرات وغيرها.
وفي التفسير (٥/٢٥٥) في تفسير سورة سبأ – وهو من القسم الثاني أيضاً :"أخبرني تاج الدين عيسى بن أحمد بن الحاكم البندهي، قال أخبرني والدي، عن جدي، عن محي السنة، عن عبد الواحد المليجي، عن أحمد بن عبد الله النعيمي، عن محمد بن يوسف الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري..".
لم أجد ترجمة لعيسى هذا، والظاهر أنه متأخر عن الفخر، فإن بين الراوي عن عيسى وبين محي السنة ثلاثة، والفخر كما في ترجمته من طبقات ابن السبكي أخذ عن أبيه ضياء الدين، وضياء الدين من أصحاب محي السنة.
وفي التفسير (٦/١٨) في تفسير ق، وهو من القسم الرابع :(الظلام بمعنى الظالم كالتمار بمعنى التامر.. وهذا وجهه جيداً مستفاد من الإمام زين الدين أدام الله فوائده".
لم يتبين من زين الدين هذا، وظاهر العبارة أنه كان حياً حين التصنيف، وربما كان هو ابن معطي صاحب الألفية، توفى سنة ٦٢٨هـ.


الصفحة التالية
Icon