فالصوت الحسن في القراءة موجود في عصر النبي - ﷺ -، ورأس الأمة في هذا نبينا ورسولنا محمد - ﷺ -، فهذا المقتضي موجود، ولم يُعلم أن أحداً تقرب إلى الله تعالى بتقليد صوت النبي - ﷺ - أو أحد من صحابته، ولا من بعدهم، وهكذا. فدل هذا على عدم مشروعية هذا التقليد، وعلم به أن التقرب إلى الله تعالى بذلك ((التقليد والمحاكاة لأصوات القراء)) أمر مهجور، فالتعبد به أمر محدث، وقد نهينا عن الإِحداث في الدين. وقاعدة الشرع أن كل أمر تعبدي محدث فهو: بدعة وكل بدعة ضلالة، وأن الشغف والتدين بحسن الصوت فحسب، والتلذذ به، كالتدين بعشق الصور، فهما في الابتداع والتحريم سواء. بل يضاف إلى المحاكاة للصوت الحسن، أن فيها نوع تبعية مُذلة، والشرع يبني في النفوس: العزة، والكرامة، وترقية العقول، واستقلالها، وتمحض متابعتها لهدي النبوة لا غير.