وينبغي لمن بسط الله يده أن يجتهد في اختيار الإمام - في الصلاة - الأعلم والأتقى الأورع، السالم في اعتقاده من مرض الشبهة وفي سلوكه من مرض الشهوة، وتقديم حسن الصوت الطبعي على غيره، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (١) ((أما تحسين الصوت، وتقديم حسن الصوت على غيره فلا نزاع في ذلك)). انتهى.
تنبيه: ما تقدم من النهي عن التقليد والمحاكاة في الأصوات هو عام في حق الرجال، والنساء، وإذا قلدت المرأة في صوتها صوت رجل، كان النهي مُعَللاً بالتشبه أيضاً. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (٢) ((قال الطبري: لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء، ولا العكس. قال ابن حجر: وكذا في الكلام والمشي... إلى أن قال: وأمَّا ذَمُّ التشبه بالكلام والمشي، فمختص بمن تعمد ذلك، وأما من كان ذلك من أصل خلقته، فإنما يؤمر بتكلف تركه، والإِدمان على ذلك بالتدريج، فإن لم يفعل وتمادى دخله الذمَّ... )). انتهى. والله أعلم.
المبحث الثالث
في التحرك عند القراءة
(٢) فتح الباري ١٠ / ٣٣٢.