وجوِّد "الرحيم"، وضع قلمك على أذنك اليسرى؛ فإنه أذكر لك"١.
وهذا يدل على أن الرسم توقيفي، وليس للصحابة فيه اجتهاد، فيجب على الأمة اتباعه وعدم مخالفته.
٢- جاء دور أبي بكر -رضي الله عنه- فأمر بجمع القرآن وكتابته بعدما أقنعه عمر -رضي الله عنه- في ذلك، فتم جمعه وكتابته بنفس الرسم الذي كتب به أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يخالف في ذلك أحد الصحابة على كثرتهم.
٣- ثم جاء دور عثمان -رضي الله عنه- فشكل لجنة رباعية لجمع وكتابة القرآن الكريم بالأوجه الثابتة المشهورة بين الصحابة، ووضع لهم قانونًا للجمع، فجمع القرآن الكريم كلَّه بجميع ما ثبت لديهم من الأوجه والأحرف، وتكونت مصاحف ستة -على أصح الأقوال- ووزعت على الأمصار المشهورة المركزية؛ وهي: "مكة، والشام، والكوفة، والبصرة" وخصص مصحف للمدينة، وأمسك عثمان -رضي الله عنه- لنفسه مصحفًا، وكانت هذه المصاحف هي

١ الفردوس للديلمي، رقم: ٨٥٣٣، الدر المنثور للسيوطي ١/ ١٠، كنز العمال للمتقي ١٠/ ٣١٤، وراجع كتاب "حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق" للزبيدي، وتاريخ الخط لمحمد طاهر الكردي.


الصفحة التالية
Icon