قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ} ١.
ففيه تنبيه على عدم العجلة في القراءة، وإشارة إلى كيفية تعلم القرآن من جبريل وتلقيه منه.
وهذا ما أكَّد عليه جمهور العلماء من أن القرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي والمشافهة.
وقد حثَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تلاوة القرآن بالكيفية المنزلة بقوله: "إن الله يحب أن يُقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل" ٢.
وبقوله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أم عبد" ٣.
ومعلوم -باليقين- أن تلاوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت مرتلة، وهذا وإن كان لا يحتاج في إثباته إلى نص ما دام ثبت أمر الله تعالى لنبيه بـ"الترتيل"؛ حيث لا يتصور من رسول الله ألا يمتثل أمر الله، ومع ذلك فهناك آثار صحيحة تثبت ذلك؛ منها:

١ القيامة: ١٦-١٨.
٢ رواه ابن خزيمة في صحيحه من رواية زيد بن ثابت. انظر: كنز العمال للمتقي، رقم: ٣٠٦٩، وجمع الجوامع للسيوطي، رقم: ٥٢٢٥.
٣ رواه أحمد ١/ ٧، ٢٦، ٣٨، ٤٤٥، ٤٥٤، وابن ماجه في المقدمة ١/ ٤٩ برقم ١٣٨، وأخرجه الترمذي والنسائي من حديث أبي معاوية، وصححه الدارقطني، والطيالسي في مسنده، انظر: منحة المعبود ٢/ ٤، برقم: ١٨٩٣، وصحيح ابن خزيمة ٢/ ١٨٧، برقم: ١١٥٦.


الصفحة التالية
Icon