أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف"١.
كما أن سور القرآن الكريم تنقسم إلى: مكية ومدنية، ومعظمها مكية، وفيها من القراءات ما في السور المدنية، ولا دليل على نزولها بالمدينة مرة ثانية، فهذا يدل على أن القراءات نزلت بمكة المكرمة.
كما يدل على ذلك حديث اختلاف عمر مع هشام بن حكيم؛ لأنهما اختلفا في قراءة سورة الفرقان وهي مكية٢.
٢- أنها نزلت بالمدينة بعد الهجرة النبوية.
لأنها نزلت للتيسير على الأمة؛ بسبب اختلاف لهجات القبائل ولغاتها، ولم تكن الحاجة إليها إلا بعد الهجرة لدخول القبائل المتجاورة والمتباعدة في الإسلام، كما أن اختلاف الصحابة في القراءات كان بالمدينة ولم يكن ذلك في مكة، يدل على ذلك حديث أبي بن كعب، وحديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم.
كما أن ذكر "أضاة بني غفار" -وهو ماء بالقرب من المدينة- يدل على نزول القراءات بالمدينة، وذهب إليه كثير

١ أخرجه البخاري عن ابن عباس ٣/ ١٦٠، ٤/ ١٣٧، ٦/ ٢٢٧، ومسلم ٦/ ١٠١، وأحمد ١/ ٢٦٣، ٢٦٤، ٢٩٩، ٣١٣.
٢ ذهب إليه الدكتور/ محمد سالم محيسن في كتابه: في رحاب القرآن الكريم ١/ ٢٣٣، ٢٣٤، ورجحه لأنه لا اعتراض عليه، وفيه الأخذ بالأحوط حسب قوله فضيلته.


الصفحة التالية
Icon