وهذبت، انتهج القراء بعد ذلك منهج التلخيص والتهذيب في تواليفهم، فبدءوا يذكرون القراءات بعزو لناقليها، ويتضح ذلك من منهج ابن الجزري "ت٨٣٣هـ" في النشر وتقريبه وتحبير التيسير وغيرها من الكتب، وقبله مشى عليه الصفاقسي في غيث النفع، وقبلهما مشى عليه صاحب "التيسير الداني" "ت٤٤٤هـ" وصاحب "العنوان" أبو طاهر الأندلسي "ت٤٥٥هـ" ومؤلف "التلخيص" أبو معشر الطبري "ت٤٧٨هـ" وغيرهم من المؤلفين.
ثم اتجه العلماء إلى عمل طبقات للقراء ووضع تراجم لأعلامهم في مؤلفات خاصة -على نهج تراجم رجال الحديث- ومن أشهر المؤلَّفات في ذلك:
١- "معرفة القراء الكبار" للذهبي "ت٧٤٨هـ"١، وقد رتبه على الطبقات فجعله في ثماني عشرة طبقة بدءًا من الصحابة وانتهاءً بعصره.
٢- "نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات" لشمس الدين محمد ابن الجزري "ت٨٣٣هـ".