يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ، وكان يختم ختمتين في شعبان من قراءته على الناس.
وقد ألف كتبًا كثيرة في اللغة والنحو والقراءة؛ منها: معاني القرآن، وكتاب القراءات، وكتاب مقطوع القرآن وموصوله، وكتاب الحروف، وكتاب الهاءات، والمتشابه في القرآن، وكان -رحمه الله- مؤدب الرشيد وولده محمد الأمين، وكان بذلك نال ما لم ينله أحد من الجاه والمال والإكرام، وحصل له رياسة العلم والدنيا.
وكان فيه دعابة، فقد قيل له: لم لا تهمز "الذيب"؟ قال: أخاف أن يأكلني.
وقد رثاه يحيى اليزيدي بأبيات رائعة؛ منها:
تصَّرمت الدنيا فليس خلود | وما قد ترى من بهجة فيبيد |
لكل امرئ كأس من الموت مُترعٌ | وما إن لنا إلا عليه ورود |
ألم ترَ شيبًا شاملًا ينذر البلى | وإن الشباب الغصَّ ليس يعود |