منذ صغره، وطاف البلاد للتحصيل والتدريس، تنقل بين دمشق والقاهرة والإسكندرية يطلب العلم والقراءات؛ ففي دمشق: درس الحديث والفقه، وفي القاهرة: درس البلاغة وأصول الفقه، وفي الإسكندرية: حضر على تلاميذ ابن عبد السلام، وفي تلك الفترة أجيز في الإفتاء من عدد من العلماء: منهم الحافظ ابن كثير صاحب التفسير، تصدر للإقراء في دمشق وغيرها مدة من الزمن، وعين قاضيًا بها سنة ٧٩٣هـ، وفي سنة ٧٩٨هـ صودرت أملاكه في القاهرة، فذهب إلى الروم، وانتفع به أهلها هناك، وبعد الفتنة التيمورية التي وقعت في سنة ٨٠٥هـ، انتقل ابن الجزري مع تيمورلنك إلى بلاد العجم، فولي القضاء بشيراز مدة طويلة، واستفاد منه أهلها، ثم أوفده تيمور إلى مدينة "كش" ثم إلى "سمرقند" فألقى دورسًا، ولقي الشريف الجرجاني.
وبعد وفاة تيمور في سنة ٨٠٧هـ تنقل بين عدد من المدن، واستقر أخيرًا في "شيراز" حيث درَّس مدة من الزمن، وأكره على قضائها، وفي سنة ٨٢٣هـ تنقل بين شيراز والبصرة والمدينة، وكانت شيراز خاتمة مطافه؛ حيث توفي فيها في ربيع الأول سنة ٨٣٣هـ، ودُفن بمدرسته التي بناها بها.


الصفحة التالية
Icon