وتلحق بهذا القسم القراءات الثلاث التي أثبت الإمام ابن الجزري تواترها، ورد على مَن أنكر تواترها أو قدح فيها، واستفتى فيها علماء عصره فوافقواه في حكم التواتر عليها، وهي القراءات التي تنسب إلى كل من:
١- الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني ت١٢٨هـ.
٢- الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي ت٢٠٥هـ.
٣- الإمام خلف بن هشام البزار البغدادي ت٢٢٩هـ.
وقد عقد الإمام ابن الجزري فصلًا مستقلًّا في كتابه "منجد المقرئين" لبيان تواتر القراءات العشر١.
واتفق الجمهور على أن ما وراء العشر فكلها شاذة.
يقول الإمام ابن الجزري:
"والذي جمع في زماننا هذه الأركان الثلاثة هو قراءة الأئمة العشرة التي أجمع الناس على تلقيها بالقبول، أخذها الخلف عن السلف إلى أن وصلت إلى زماننا، فقراءة أحدهم كقراءة الباقين في كونها مقطوعًا بها، أما قول من قال: إن القراءات المتواترة لا حد لها، فإن أراد القراءات المعروفة في زماننا، فغير صحيح؛ لأنه لا يوجد اليوم قراءة متواترة وراء القراءات العشر، وإن أراد ما يشمل قراءات الصدر الأول فيحتمل إن شاء الله"٢.
وقال ابن السبكي في جمع الجوامع:
"والصحيح أن ما وراء العشر فهو شاذ"٣.

١ راجع: منجد المقرئين لابن الجزري ص٥٧ وما بعدها.
٢ المرجع السابق ص١٥، ١٦، وراجع: مناهل العرفان ١/ ٤٦٦ وما بعدها.
٣ منجد المقرئين ص١٦، وغيث النفع للصفاقسي ص١٨.


الصفحة التالية
Icon