قوله تعالى :﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾ يعني ولكل أهل ملة من سائر الملل وجهة هو مولِّيها. وفيه قولان :
أحدهما : قبلة يستقبلونها، وهو قول ابن عباس وعطاء والسدي.
والثاني : يعني صلاة يصلونها، وهو قول قتادة.
وفي قوله تعالى :﴿ هُوَ مُوَلِّيها ﴾ قولان :
أحدهما : أن أهل كل وجهة هم الذين يَتَوَلَّونَهَا ويستقبلونها.
والثاني : أن أهل كل وجهةٍ الله تعالى هو الذي يوليهم إليها ويأمرهم باستقبالها، وقد قرئ ﴿ هُوَ مَوْلاها ﴾ وهذا حسن يدل على الثاني من القولين.
﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : معناه فسارعوا إلى الأعمال الصالحة، وهو قول عبد الرحمن بن زيد.
والثاني : معناه : لا تُغلَبوا على قبلتكم بما تقول اليهود من أنكم إذا اتبعتم قبلتهم اتبعوكم، وهذا قول قتادة.
﴿... يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ﴾ إلى الله مرجعكم جميعاً، يعني يوم القيامة.
﴿ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ يعني على إعادتكم إليه أحياء بعد الموت والبلى.


الصفحة التالية
Icon