قوله تعالى :﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِكُمْ ﴾ روى ابن عباس قال : كان ذو المجاز وعكاظ متجرين للناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام تركوا ذلك، حتى نزلت :﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِكُمْ ﴾ وكان ابن الزبير يقرأ ﴿ فِي مَواقِيتِ الْحَجِّ ﴾.
﴿ فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : معناه فإذا رجعتم من حيث بَدَأْتُم.
والثاني : أن الإفاضة : الدفع عن اجتماع، كفيض الإناء عن امتلاء.
والثالث : أن الإفاضة الإسراع من مكان إلى مكان.
وفي ﴿ عَرَفَاتٍ ﴾ قولان :
أحدهما : أنها ( جمع ) عرفة.
والثاني : أنها اسم واحد وإن كان بلفظ الجمع. وهذا قول الزجاج.
واختلفوا في تسمية المكان عرفة على أربعة أقاويل :
أحدها : أن آدم عرف فيه حواء بعد أن أُهْبِطَا من الجنة.
والثاني : أن إبراهيم عرف المكان عند الرؤية، لما تقدم له في الصفة.
والثالث : أن جبريل عرَّف فيه الأنبياء مناسكهم.
والرابع : أنه سُمِّيَ بذلك لعلو الناس فيه، والعرب تسمي ما علا ( عرفة ) و ( عرفات )، ومنه سُمِّيَ عُرف الديك لعلوه.
﴿ فَاذْكُرُواْ اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ والمَشْعَرُ المَعْلَمُ، سُمِّيَ بذلك، لأن الدعاء عنده، والمقام فيه من معالم الحج، وحد المشعر ما بين منى ومزدلفة مِنْ حَد مفضي مَأزمَي عرفة إلى محسر، وليس مأزماً عرفة من المشعر.