قوله تعالى :﴿ خَتَمَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ ﴾ الختم الطبع، ومنه ختم الكتاب، وفيه أربعة تأويلات :
أحدها : وهو قول مجاهد ( ١٠٥ ) : أن القلب مثل الكف، فإذا أذنب العبْدُ ذنباً ضُمَّ منه كالإصبع، فإذا أذنب ثانياً ضم منه كالإصبع الثانية، حتى يضمَّ جميعه ثم يطبع عليه بطابع.
والثاني : أنها سمة تكون علامة فيهم، تعرفهم الملائكة بها من بين المؤمنين.
والثالث : أنه إخبار من الله تعالى عن كفرهم وإعراضهم عن سماع ما دعوا إليه من الحق، تشبيهاً بما قد انسدَّ وختم عليه، فلا يدخله خير.
والرابع : أنها شهادة من الله تعالى على قلوبهم، بأنها لا تعي الذكر ولا تقبل الحقَّ، وعلى أسماعهم بأنها لا تصغي إليه، والغشاوة : تعاميهم عن الحق. وسُمِّي القلب قلباً لتقلُّبِهِ بالخواطر، وقد قيل :

ما سُمِّيَ الْقَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ وَالرَّأْيُ يَصْرِفُ، والإنْسَانُ أَطْوَارُ
والغشاوة : الغطاء الشامل.


الصفحة التالية
Icon