﴿ يَا أَيَّهَا الَّذِينَ ءَآمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيِسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأزْلاَمُ ﴾ [ المائدة : ٩٠ ] إلى قوله :﴿ فَهَلْ أَنْتُم مُّنْتَهُونَ ﴾.
قوله تعالى :﴿... وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ : إِصْلاَحٌ لَهُم خَيرٌ ﴾ قال المفسرون : لمّا نزلت سورة بني إسرائيل، وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِاَّلتِي هيَ أَحْسَنُ ﴾، وفي سورة النساء :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِم نَاراً ﴾ تحرج المسلمون أن يخلطوا طعامهم بطعام من يكون عندهم من الأيتام، وكانوا يعزلون طعامهم هم طعامهم، وشرابهم عن شرابهم، حتى ربما فسد طعامهم، فشق ذلك عليهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله ﷺ، فأنزل الله تعالى :﴿ وَإِنَّ تُخَالِطوهُم فَإِخْوَانَكُم ﴾، يعني في الطعام، والشراب، والمساكنة، وركوب الدابة، واستخدام العبد قال الشعبي : فمن خالط يتيماً، فليوسع عليه، ومن خالط بأكل فلا يفعل.
﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾ قال ابن زيد : الله يعلم حين تخلط مالك بماله، أتريد أن تصلح ماله أو تفسد ماله بغير حق.
﴿ وَلَو شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُم ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : لَشدّد عليكم، وهو قول السدي.
والثاني : لجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقاً، وهو قول ابن عباس. ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ يعني عزيز في سلطانه وقدرته على الإعنات، حكيم فيما صنع من تدبيره وتركه الإعنات.


الصفحة التالية
Icon