والثاني : يعني من أي وجه أحببتم في قُبِلها، أو من دُبْرِها في قُبلها.
روى جابر أن اليهود قالوا : إن العرب يأتون النساء من أعجازهن، فإذا فعلوا ذلك جاء الولد أحول، فَأَكْذَبَ الله حديثهم وقال :﴿ نِسَاؤُكُم حَرثٌ لَكُمْ فَأتُوا حَرثَكُمْ أَنَّى شِئتُمْ ﴾، وهذا قول ابن عباس، والربيع.
والثالث : يعني من أين شئتم وهو قول سعيد بن المسيب وغيره.
والرابع : كيف شئتم أن تعزلوا أو لا تعزلوا، وهذا قول سعيد بن المسيب.
والخامس : حيث شئتم من قُبُلٍ، أو من دُبُرٍ، رواه نافع، عن ابن عمر وروى عن غيره.
وروى حبيش بن عبد الله الصنعاني، عن ابن عباس أن ناساً من حِمْير أتوا النبي ﷺ يسألونه عن أشياء، فقال رجل منهم : يا رسول الله : إني رجل أحب النساء، فكيف ترى في ذلك؟ فأنزل الله تعالى في سورة البقرة بيان ما سألوا عنه، فأنزل فيما سأل عنه الرجل :﴿ نِسَاؤُكُم حَرثٌ لَكُمْ فَأتُوا حَرثَكُمْ أَنَّى شِئتُمْ ﴾، فقال رسول الله ﷺ :« مُقْبِلةً وَمُدْبِرةً إِذا كان في الفرج
»
. ﴿ وَقَدمِوُاْ لأَنفُسِكم ﴾ الخير، وهو قول السدي.
والثاني : وقدموا لأنفسكم ذكر الله تعالى عند الجماع، وهو قول ابن عباس.


الصفحة التالية
Icon