والثاني : أنه قال ذلك استعظاماً لمقدور الله وتعجباً.
قوله تعالى :﴿ قَالَ : رَبِّ اجْعَل لِّي ءَايَةً ﴾ أي علامة لوقت الحمل ليتعجل السرور به.
﴿ قَالَ : ءَايَتُكَ ألاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : تحريك الشفتين وهو قول مجاهد.
والثاني : الإشارة، وهو قول قتادة.
والثالث : الإيماء، وهو قول الحسن.
﴿ وَاذْكُرْ رَّبَّكَ كَثِيراً ﴾ لم يمنع من ذكر الله تعالى، وذلك هي الآية.
﴿ وَسَبِّحْ بِالْعَشِّيِ وَالإِبْكَارِ ﴾ والعشي : من حين زوال الشمس إلى أن تغيب، وأصل العشي الظلمة، ولذلك كان العشى ضعف البصر، فَسُمَّي ما بعد الزوال عِشاءً لا تصاله بالظلمة. وأما الإبكار فمن حين طلوع الفجر إلى وقت الضحى، وأصله التعجيل، لأنه تعجيل الضياء.


الصفحة التالية
Icon