قوله تعالى :﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ ﴾ فيه تأويلان : أحدهما : في عيسى.
والثاني : في الحق.
﴿ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ : تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ والذين دعاهم النبي ﷺ إلى المباهلة هم نصارى نجران. وفي قوله :﴿ نَبْتَهِلْ ﴾ تأويلان :
أحدهما : معناه نلتعن.
والثاني : ندعو بهلاك الكاذب، ومنه قول لبيد :
........................ نظر الدهر إليهم فابتهل
أي دعا عليهم بالهلاك.
فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي ﷺ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم دعا النصارى إلى المباهلة، فأحجموا عنها، وقال بعضهم لبعض : إن باهلتموه اضطرم الوادي عليكم ناراً.