قوله تعالى :﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ ومعنى ﴿ شَجَرَ بَينَهُم ﴾ أي وقع بينهم من المشاجرة وهي المنازعة والاختلاف، سُمِّيَ ذلك مشاجرة، لتداخل بعض الكلام كتداخل الشجر بالتفافها.
﴿ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيتَ ﴾ وفي الحرج تأويلان :
أحدهما : يعني شكّاً وهو قول مجاهد.
والثاني : يعني إثماً، وهو قول الضحاك.
واختلف في سبب نزولها على قولين.
أحدهما : أنها نزلت في المنافق واليهودي اللَّذين احتكما إلى الطاغوت، وهذا قول مجاهد، والشعبي.
والثاني : أنها نزلت في الزبير ورجل من الأنصار قد شهد بدراً، تخاصما إلى رسول الله ﷺ في شراج من الحرّة كانا يسقيان به نخلاً، فقال رسول الله ﷺ « اسْقِ يا زُبَيرُ ثُمَّ أَرسِل المَاءَ إلَى جَارِكَ » فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله آن كان ابن عمتك، فَتَلَوِّنَ وجه رسول الله ﷺ حتى عرف أن قد ساءه، ثم قال يا زبير :« احْبسِ المَاءَ إلَى الجُدُرِ أو الكَعْبَينِ ثَمَّ خَلِّ سَبِيلَ المَاءِ » فنزلت هذه الآية، وهذا قول عبد الله بن الزبير، وعروة، وأم سلمة.


الصفحة التالية
Icon