قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُم ﴾ فيه قولان :
أحدهما : يعني احذرواْ عَدُوَّكم.
والثاني : معناه خذواْ سلاحكم فسماه حذراً لأنه به يتقي الحذر.
﴿ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرو جَمِيعاً ﴾ والثُّبات : جمع ثُبة، والثُبةُ العُصْبة، ومنه قول زهير :
لقد أغدو على ثُبةٍ كرام...... نشاوَى واجدين لما نشاء
فيكون معنى لآية فانفروا عُصَباً وفِرقاً أو جميعاً.
قوله تعالى :﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الْدُّنْيَا بِالأَخِرةِ ﴾ يعني يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة، فعبر عن البيع بالشراء.
﴿ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾ فإن قيل فالوعد من الله تعالى على القتال فكيف جعل على القتل أو الغلبة؟ قيل لأن القتال يفضي غالباً إلى القتل فصار الوعد على القتال وعداً على من يفضي إليه، والقتال على ما يستحقه من الوعد إذا أفضى إلى القتل والغلبة أعظم، وهكذا أخبر.


الصفحة التالية
Icon