والسادس : أن معناه إن كنتم صادقين.
قوله تعالى :﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ العليم : هو العالم من غير تعليم، وفي « الحكيم » ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه المُحْكِمُ لأفعاله.
والثاني : أنه المانع من الفساد، ومنه سميت حَكَمَةُ اللجام، لأنها تمنع الفرس من الجري الشديد، وقال جرير :

أبَنِي حَنِيفَةَ أَحْكِمُوا سُفَهَاءَكُمْ إِنِّي أخَافُ عَلَيْكُمُ أَنْ أغْضَبَا
أي امنعوهم.
والثالث : أنه المُصِيبُ للحقِّ، ومنه سمي القاضي حاكماً، لأنه يصيب الحق في قضائه، وهذا قول أبي العباس المبرد.
قوله تعالى :﴿ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ :﴿ مَا تُبْدُونَ ﴾ هو قولهم :﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾، وفي ﴿ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ قولان :
أحدهما : ما أسرَّه إبليس من الكبر والعصيان، وهذا قول ابن عباس، وابن مسعود.
والثاني : أن الذي كتموه : ما أضمروه في أنفسهم أن الله تعالى لا يخلق خلقاً إلاَّ كانوا أكرمَ عليه منه، وهو قول الحسن البصري.


الصفحة التالية
Icon