قوله تعالى :﴿ وَلَكُمْ في الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : أن المستقر من الأرض موضع مقامهم عليها، لقوله تعالى :﴿ جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَاراً ﴾ [ غافر : ٦٤ ]، وهذا قول أبي العالية.
والثاني : أنه موضع قبورهم منها، وهذا قول السُّدِّيِّ.
قوله تعالىَّ :﴿ وَمَتَاعٌ إلى حينٍ ﴾ :
والمتاع كل ما اسْتُمْتِعَ به من المنافع، ومنه سُمِّيَتْ متعة النكاح، ومنه قوله تعالى :﴿ فَمَتِّعُوهُنَّ ﴾ [ الأحزاب : ٤٩ ]، أي ادفعوا إليْهِنَّ ما ينتفعْنَ به، قال الشاعر :

وَكُلُّ غَضَارَةٍ لَكَ من حَبِيب لها بِكَ، أو لَهَوْتَ بِهِ، مَتَاعُ
والحين : الوقت البعيد، ف « حِينئِذٍ » تبعيد قولِكَ :« الآن »، وفي المراد بالحين في هذا الموضع ثلاثة أقاويل :
أحدها : إلى الموت، وهو قول ابن عباس والسُّدِّيِّ.
والثاني : إلى قيام الساعة، وهو قول مجاهد.
والثالث : إلى أجلٍ، وهو قول الربيع.


الصفحة التالية
Icon