وفي قوله تعالى :﴿ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم ﴾ أربعة تأويلات :
أحدها : أنها الصلوات الخمس، قاله ابن عباس، ومجاهد.
والثاني : أنه ذكر الله، قاله إبراهيم النخعي.
والثالث : تعظيم القرآن، قاله أبو جعفر.
والرابع : أنه عبادة الله، قاله الضحاك.
ومعنى قوله :﴿ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : يريدون بدعائهم، لأن العرب تذكر وجه الشيء إرادة له مثل قولهم : هذا وجه الصواب تفخيماً للأمر وتعظيماً.
والثاني : معناه يريدون طاعته لقصدهم الوجه الذي وجَّهَهُم إليه.
﴿ مَا عَلَيكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ ﴾ فيه ثلاث أقوال :
أحدها : يعني ما عليك من حساب عملهم من شيء من ثواب أو عقاب.
﴿ وَمَا مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ ﴾ يعني وما من حساب عملك عليهم من شيء، لأن كل أحد مؤاخذ بحساب عمله دون غير، قاله الحسن.
والثاني : معناه ما عليك من حساب رزقهم وفقرهم من شيء.
والثالث : ما عليك كفايتهم ولا عليهم كفايتك، والحساب الكفاية كقوله تعالى :﴿ عَطَاءً حِسَاباً ﴾ [ النبأ : ٣٦ ] أي تاماً كافياً، قاله ابن بحر.
قوله تعالى :﴿ وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ ﴾ يعني لاختلافهم في الأرزاق، والأخلاق، والأحوال.
وفي إفتان الله تعالى لهم قولان :
أحدهما : أنه ابتلاؤهم واختبارهم ليختبر به شكر الأغنياء وصبر الفقراء، قاله الحسن، وقتادة.
والثاني : تكليف ما يشق على النفس مع قدرتها عليه.
﴿ لَّيَقُولُواْ أَهَؤُلآءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ﴾ وهذا قول الملأ من قريش للضعفاء من المؤمنين، وفيما مَنَّ الله تعالى به عليهم قولان :
أحدهما : ما تفضل الله به عليهم من اللطف في إيمانهم.
والثاني : ما ذكره من شكرهم على طاعته.
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بئَأَيَاتِنَا ﴾ يعني به ضعفاء المسلمين وما كان من شأن عمر.
﴿ فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه أمر بالسلام عليهم من الله تعالى، قاله الحسن.
والثاني : أنه أمر بالسلام عليهم من نفسه تكرمة لهم، قاله بعض المتأخرين.
وفي السلام قولان :
أحدهما : أنه جمع السلامة.
والثاني : أنه السلام هو الله ومعناه ذو السلام.
﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : معناه أوجب الله على نفسه.
والثاني : كتب في اللوح المحفوظ على نفسه.
و ﴿ الرَّحْمَةَ ﴾ يحتمل المراد بها هنا وجهين :
أحدهما : المعونة.
والثاني : العفو.
﴿ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءَاً بِجَهَالَةٍ ﴾ في الجهالة تأويلان :
أحدهما : الخطيئة، قاله الحسن، ومجاهد، والضحاك.
والثاني : ما جهل كراهية عاقبته، قاله الزجاج.
ويحتمل ثالثاً : أن الجهالة هنا ارتكاب الشبهة بسوء التأويل.
﴿ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ ﴾ يعني تاب من عمله الماضي وأصلح في المستقبل.


الصفحة التالية
Icon