قوله تعالى :﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً لاَ تَجْزي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : معناه : لا تُغنِي، كما يقال : البقرة تَجْزِي عن سبعةٍ أي تُغِني، وهو قول السدي.
والثاني : معناه لا تقضي، ومنه قولهم جزى الله فلاناً عني خيراً، أي قضاه، وهو قول المفضل.
﴿ وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ ﴾ قال الحسن : معناه لا يجِيءُ بشفيعٍ تقبل شفاعته لعجزه عنه، وقال غيره : بل معناه، أن الشفيع لا يجيبه إلى الشفاعة له، وأنَّه لو شُفِّعَ لشَفَعَ.
قوله تعالى :﴿ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ ﴾ : العَدْلُ بفتح العَيْنِ : الفِدْيَةُ، وبكسرِ العَيْنِ : المِثلُ.
فأما قولهم : لا قَبل الله منه صرفاً، ولا عدلاً، ففيه أربعة أقاويل :
أحدها : أن الصرف العمل، والعدل الفدية، وهذا قول الحسن البصري.
والثاني : أن الصرف الدية، والعدل رجل مكانه، وهذا قول الكلبي.
والثالث : أن الصرف التطوع، والعدل الفريضة، وهذا قول الأصمعي.
والرابع : أن الصرف الحِيلَةُ، والعدل الفدْية، وهذا قول أبي عبيدة.


الصفحة التالية
Icon