واختلفوا في تسميته عجلاً :
فقال أبو العالية : لأنهم عَجِلُوا، فاتخذوه إلهاً، قبل أن يأتيهم موسى، وقال غيره : بل سُمِّيَ بذلك، لأنه صار عجلاً جسداً له خُوَارٌ.
ثُمَّ إنهم عكفوا على العجل يعبدونه، فقال لهم هارون من قبل : يا قومِ إنما فتنتم به، وإن ربكم الرحمن، فاتبعوني، وأطيعوا أمري، قالوا : لن نبرح عليه عاكفين، حتى يرجع إلينا موسى.
قوله تعالى :﴿ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ ﴾ [ طه : ٩٠؛ ٩١ ] :
أما « إذ » فاسم للوقت الماضي، و « إذا » اسم للوقت المستقبل، و « الكتاب » هو التوراة. وفي الفرقان أربعةُ أقاويلَ :
أحدها : أن الفُرْقان هو الكتاب فذكره باسمين تأكيداً، وهو قول الفراء.
والثاني : أن الفُرْقَانَ : ما في التوراة من فَرْقٍ بني الحقِّ والباطلِ، فيكون ذلك نعتاً للتوراة، وهذا قول ابن عباس وأبي العالية.
والثالث : أن الفرقان النصر، الذي فرَّق الله به بين موسى وفرعون، حتى أنجى موسى وقومَهُ، وأغرق فرعون وقومهُ، وهذا قول أبي زيدٍ.
والرابع : أن الفرقان : انفراق البحر لِبَنِي إسرائيلَ، حتى عبروا فيه.


الصفحة التالية
Icon