قوله تعالى :﴿ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا ءَابَآءَنَا ﴾ في هذه الآية ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها وردت في العرب الذين كانوا يطوفون عراة، والفاحشة التي فعلوها كشف العورة، وهذا قول أكثر المفسرين.
والثاني أنها في عبدة الأوثان، والفاحشة التي فعلوها الشرك، قاله الحسن.
والثالث أنها اتخاذ البَحِيْرَةِ والسائبة والوصيلة والحام، قاله الكلبي.
قوله تعالى :﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : بالصدق.
والثاني : بالعدل.
﴿ وَأقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : معناه توجهوا حيث كنتم في الصلاة إلى الكعبة، قاله مجاهد.
والثاني : معناه اجعلوا سجودكم خالصاً لله تعالى دون ما سواه من الأوثان والأصنام، قاله الربيع بن أنس.
والثالث : معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة، أمراً بالجماعة لها، ندباً عند الأكثرين، وحتماً عن الأقلين.
والرابع : أن أي موضع أدركت فيه وقت الصلاة فصل فيه فإنه مسجد ولا تؤخرها إلى حضور المسجد.
﴿ وَاْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : يعني أقروا له بالوحدانية وإخلاص الطاعة.
والثاني : ارغبوا إليه في الدعاء بعد إخلاصكم له الدين.
﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾ فيه أربعة أقاويل :
أحدها : كما بدأكم شقياً وسعيداً، كذلك تبعثون يوم القيامة، قاله ابن عباس.
الثاني : كما بدأكم فآمن بعضكم وكفر بعضكم، كذلك تبعثون يوم القيامة. روى أبو سفيان عن جابر عن النبي ﷺ قال :« تُبْعَثُ كُلُّ نَفْسٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ ».
والثالث : كما خلقكم ولم تكونوا شيئاً، كذلك تعودون بعد الفناء أحياء، قاله الحسن، وابن زيد.
والرابع : كما بدأكم لا تملكون شيئاً، كذلك تبعثون يوم القيامة.
روى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال :« يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرلاً وَأَوَّلُ مَنْ يُكَسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيهِ السَّلاَمُ » ثم قرأ ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلينَ ﴾ [ الأنبياء : ١٠٤ ].


الصفحة التالية
Icon