والثاني : وهو قول الحسن، أن الله تعالى، ما أمر نبيّاً بالحرب إلا نَصَرَهُ فلم يُقتَلْ، وإنما خلَّى بين الكفار وبين قتل مَنْ لم يؤمر بالقتال مِنَ الأنبياء.
و « الأنبياء » جمعُ « نبيٍّ » وقد جاء في جمع « نبيٍّ » :« نُبَّاء »، قال العباس ابن مرداس السُّلمي، يمدح النبيَّ ﷺ :

يَا خَاتَمَ النُّبِّاءِ إِنَّكَ مُرْسَلٌ بِالْحَقِّ حَيْثُ هُدَى آلإْلهِ هَدَاكَا
وهو غير مهموز في قراءة الجمهور إلا نافعاً، فإنه قرأ الأنبياء، والنبيئين بالهمز.
وفيما أُخذ منه اسمُ النبيِّ، ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه مأخوذ من النبأ، وهو الخبر، لأنه يُنْبِئُ عن الله، أي يُخْبِرُ، ومنه قوله تعالى :﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا في صُحُفِ مُوسَى ﴾ [ النجم : ٣٦ ].
والثاني : أن أصل النبيِّ هو الطريق، قال القطامي :
لَمَّا وَرَدْنَا نبِيَاً وَاسْتَتَبَّ لَنَا مُسْتَحْفَرٌ بِخُطُوطِ النَّسْجِ مُنْسَجِلُ
فَسُمِّيَ رسُول الله ﷺ نبيّاً، لأنه الطريق إليه.
والثالث : أنه مأخوذ من النُّبُوَّةِ؛ لأن منزلة الأنبياء رفيعة.


الصفحة التالية
Icon