والثاني : وهو قول جمهور المفسرين : أنها حجارة الجبال الصلدة، لأنها أشد صلابة.
واختلف من قال بهذا على قولين :
أحدهما : أنه الجبل الذي جعله الله دَكاً، حين كلم موسى.
والثاني : أنه عام في جميع الجبال.
واختلف من قال بهذا، في تأويل هبوطها، على أربعة أقاويل :
أحدها : إن هبوط ما هبط من حشية الله، نزل في ذلك القرآن.
والثاني :.........
والثالث : أن مِنْ عَظَّم مَنْ أمر الله، يُرَى كأنه هابط خاشع، كما قال جرير :

لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشّع
والرابع : أن الله أعطى بعض الجبال المعرفة، فعقل طاعة الله، فأطاعه، كالذي رُوِيَ عن الجذع، الذي كان يستند إليه النبي ﷺ، فلما تحول عنه حَنَّ، رُوِيَ عن النبي أنه قال :« إِنَّ حَجَراً كَانَ يُسَلِّمُ عَلَىَّ في الجاهِليَّةِ إِنِّي لأَعْرَفُهُ الآَنَ » ويكون معنى الكلام، إِنَّ من الجبال ما لو نزل عليه القرآن، لهبط من خشية الله تذللاً وخضوعاً.


الصفحة التالية
Icon