والقول السابع : ما رواه سهل بن معاذ بن أنس عن أمه قال : كان النبي ﷺ يقول :« ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفّى؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى : سبحان الله حين تُمْسُونَ وحينَ تُصْبِحُونَ، وله الحمْدُ في السّموَاتِ والأرْضِ وعَشِيّاً وحين تُظْهِرُونَ ». والقول الثامن، ما رواه القاسم بن محمد، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ﷺ :« وَإبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } قَالَ : أتَدْرُونَ مَا وَفَّى؟ قَالُوا : اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ، قَالَ : وَفّى عَمَلَ يَوْمٍ بِأرْبَعِ رَكْعَاتٍ فِي النَّهَارِ »
﴿ قَالَ إنَّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَاماً ﴾ أي مقصوداً متبوعاً، ومنه إمام المصلين، وهو المتبوع في الصلاة.
﴿ قال ومن ذريتي ﴾ فاحتمل ذلك وجهين :
أحدهما : أنه طمع في الإمامة لذريته، فسأل الله تعالى ذلك لهم.
والثاني : أنه قال ذلك استخباراً عن حالهم، هل يكونون أهل طاعة فيصيروا أئمة؟ فأخبره الله تعالى أن فيهم عاصياً وظالماً، لا يستحق الإمامة، فقال :﴿ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾.
وفي هذا العهد، سبعة تأويلات :
أحدها : أنه النبوة، وهو قول السدي.
والثاني : أنه الإمامة، وهو قول مجاهد.
والثالث : أنه الإيمان، وهو قول قتادة.
والرابع : أنه الرحمة، وهو قول عطاء.
والخامس : أنه دين الله وهو قول الضحاك.
والسادس : أنه الجزاء والثواب.
والسابع : أنه لا عهد عليك لظالم أنه تطيعه في ظلمة، وهو قول ابن عباس.


الصفحة التالية
Icon