قوله تعالى :﴿ وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ﴾ فيهم قولان :
أحدهما : أنهم سبعة من الأنصار منهم أو لبابة بن عبد المنذر، وأوس بن ثعلبة، ووديعة بن حزام، كانوا من جملة العشرة الذين تخلفوا عن رسول الله ﷺ في غزاة تبوك، فربطوا أنفسهم لما ندموا على تأخرهم إلى سواري المسجد ليطلقهم رسول الله ﷺ إن عفا عنهم، فلما عاد رسول الله ﷺ مر بهم وكانوا على طريقة فسأل عنهم فأخبر بحالهم فقال :« لاَ أَعذُرُهُمْ وَلاَ أُطْلِقُهم حَتَّى يَكونَ اللَّهَ تَعالَى هُوَ الَّذِيَ يَعْذُرُهم وَيُطْلِقُهُمْ » فنزلت هذه الآية فيهم فأطلقهم، وهذا قول ابن عباس.
الثاني : أنه أبو لبابة وحده قال لبني قريظة حين أرادوا النزول على حكم النبي ﷺ إنه ذابحكم إن نزلتم على حكمه، قاله مجاهد.
﴿ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحَاً وَءَاخَرَ سَيِّئاً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن الصالح : الجهاد، والسيء، التأخر عنه، قاله السدي.
الثاني : أن السيىء : الذنب والصالح : التوبة، قاله بعض التابعين.
الثالث : ما قاله الحسن : ذنباً وسوطاً لا ذهباً فروطاً، ولا ساقطاً سقوطاً.


الصفحة التالية
Icon