الثالث : أنه يهوذا، قال السدي.
﴿ وألقُوه في غيابة الجُبِّ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني قعر الجب وأسفله.
الثاني : ظلمه الجب التي تغيّب عن الأبصار ما فيها، قاله الكلبي. فكان رأس الجب ضيقاً وأسفله واسعاً.
أحدهما : لأنه يغيب فيه خبره. وفي تسميته
﴿ غيابة الجب ﴾ وجهان :
الثاني : لأنه يغيب فيه أثره، قال ابن أحمر :

ألا فالبثا شهرين أو نصف ثالثٍ إلى ذاك ما قد غيبتني غيابيا
وفي ﴿ الجب ﴾ قولان :
أحدهما : أنه اسم بئر في بيت المقدس، قاله قتادة.
الثاني : أنه بئر غير معينة، وإنما يختص بنوع من الآبار قال الأعشى :
لئن كنت في جب ثمانين قامة ورقيت أسباب السماء بسلم
وفيما يسمى من الآبار جباً قولان :
أحدهما : أنه ما عظم من الآبار سواء كان فيه ماء أو لم يكن.
الثاني : أنه ما لا طيّ له من الآبار، قال الزجاج، وقال : سميت جبًّا لأنها قطعت من الأرض قطعاً ولم يحدث فيها غير القطع.
﴿ يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين ﴾ معنى يلتقطه يأخذه، ومنه اللقطة لأنها الضالة المأخوذة.
وفي ﴿ السيارة ﴾ قولان :
أحدهما : أنهم المسافرون سُموا بذلك لأنهم يسيرون.
الثاني : أنهم مارة الطريق، قاله الضحاك.


الصفحة التالية
Icon