الثاني : أعرض عن هذا القول، قاله ابن زيد على وجه التصديق له في البراءة من الذنب.
﴿ واستغفري لذنبك ﴾ هذا قول الملك لزوجه وهو القائل ليوسف أعرض عن هذا. وفيه قولان :
أحدهما : أنه لم يكن غيوراً فلذلك كان ساكتاً.
الثاني : أن الله تعالى سلبه الغيرة وكان فيه لطف بيوسف حتى كفى بادرته وحلم عنها فأمرها بالاستغفار من ذنبها توبة منه وإقلاعاً عنه.
﴿ إنك كنت من الخاطئين ﴾ يعني من المذنبين، يقال لمن قصد الذنب خَطِىءَ، ولمن لم يقصده أخطأ، وكذلك في الصوب والصواب، قال الشاعر :
لعمرك إنما خطئي وصوبي | عليّ وإنما أهلكت مالي |