الثاني : يجوز أن يكون أراد بذلك أن ينبه يعقوب على حال يوسف.
الثالث : لتضاعف المسرة ليعقوب برجوع ولديه عليه.
والرابع : ليقدم سرور أخيه بالاجتماع معه قبل إخوته لميله إليه.
قوله تعالى :﴿ وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم ﴾ قرأ حمزة والكسائي وحفص ﴿ لفتيانه ﴾ وفيهم قولان :
أحدهما : أنهم غلمانه، قاله قتادة.
الثاني : أنهم الذين كالوا لهم الطعام، قاله السدي.
وفي بضاعتهم قولان :
أحدهما : أنها وَرِقهم التي ابتاعوا الطعام بها.
الثاني : أنها كانت ثمانية جُرُب فيها سويق المقل، قاله الضحاك.
وقال بعض العلماء : نبه الله تعالى برد بضاعتهم إليهم على أن أعمال العباد تعود إليهم فيما يثابون إليه من الطاعات ويعاقبون عليه من المعاصي.
﴿ لعلهم يعرفونها ﴾ أي ليعرفوها.
﴿ وإذا انقلبوا إلى أهلهم ﴾ يعني رجعوا إلى أهلهم، ومنه قوله تعالى ﴿ فانقلبوا بنعمة من الله ﴾ [ آل عمران : ١٧٤ ].
﴿ لعلهم يرجعون ﴾ أي ليرجعوا.
فإن قيل : فلم فعل ذلك يوسف؟
قيل : يحتمل أوجهاً خمسة :
أحدها : ترغيباً لهم ليرجعوا، على ما صرّح به.
الثاني : أنه علم منهم لا يستحلّون إمساكها، وأنهم يرجعون لتعريفها.
الثالث : ليعلموا أنه لم يكن طلبه لعودهم طمعاً في أموالهم.
الرابع : أنه خشي أن لا يكون عند أبيه غيرها للقحط الذي نزل به.
الخامس : أنه تحرج أن يأخذ من أبيه وإخوته ثمن قوتهم مع شدة حاجتهم.