قوله تعالى :﴿ رب قد آتيتني من الملك ﴾ فيه أربعة أقاويل :
أحدها : أن الملك هو احتياج حساده إليه، قاله ابن عطاء.
الثاني : أراد تصديق الرؤيا التي رآها.
الثالث : أنه الرضا بالقضاء والقناعة بالعطاء.
الرابع : أنه أراد مُلْك الأرض وهو الأشهر. وإنما قال من الملك لأنه كان على مصر من قبل فرعون.
﴿ وعلمتني من تأويل الأحاديث ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عبارة الرؤيا. قاله مجاهد.
الثاني : الإخبار عن حوادث الزمان، حكاه ابن عيسى.
﴿ فاطر السموات والأرض ﴾ أي خالقهما.
﴿ أنت وليّي في الدنيا والآخرة ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : مولاي.
الثاني : ناصري. ﴿ توفني مسلماً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني مخلصاً للطاعة، قاله الضحاك.
الثاني : على ملة الإسلام. حكى الحسن أن البشير لما أتى يعقوب قال له يعقوب عليه السلام : على أي دين خلفت يوسف؟ قال : على دين الإسلام. قال : الآن تمت النعمة.
﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ فيه قولان :
أحدهما : بأهل الجنة، قاله عكرمة.
الثاني : بآبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب، قاله الضحاك.
قال قتادة والسدي : فكان يوسف أول نبي تمنى الموت.
وقال محمد بن إسحاق : مكث يعقوب بأرض مصر سبع عشرة سنة. وقال ابن عباس مات يعقوب بأرض مصر وحمل إلى أرض كنعان فدفن هناك. ودفن يوسف بأرض مصر ولم يزل بها حتى استخرج موسى عظامه وحملها فدفنها إلى جنب يعقوب عليهم السلام.