قوله تعالى :﴿ والذين هاجروا في الله من بَعْدِ ما ظُلِموا ﴾ يعني من بعد ما ظلمهم أهل مكة حين أخرجوهم إلى الحبشة بعد العذاب والإبعاد.
﴿ لنبوئنهم في الدنيا حسنة ﴾ فيه أربعة أقاويل : أحدها : نزول المدينة، قاله ابن عباس والشعبي وقتادة.
الثاني : الرزق الحسن، قاله مجاهد.
الثالث : أنه النصر على عدوهم، قاله الضحاك.
الرابع : أنه لسان صدق، حكاه ابن جرير. ويحتمل قولاً خامساً : أنه ما استولوا عليه من فتوح البلاد وصار لهم فيها من الولايات.
ويحتمل قولاً سادساً : أنه ما بقي لهم في الدنيا من الثناء، وما صار فيها لأولادهم من الشرف.
وقال داود بن إبراهيم : نزلت هذه الآية في أبي جندل بن سهل، وقال الكلبي : نزلت في بلال وعمار وصهيب وخباب بن الأرتّ عذبهم أهل مكة حتى قالوا لهم ما أرادوا في الدنيا، فلما خلوهم هاجروا إلى المدينة.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا دفع إلى المهاجرين العطاء قال : هذا ما وعدكم الله في الدنيا، وما خولكم في الآخرة أكثر، ثم تلا عليهم هذه الآية :