أما التهجد فهو السهر، وفيه وجهان :
أحدهما : السهر بالتيقظ لما ينفي النوم، سواء كان قبل النوم أو بعده.
الثاني : أنه السهر بعد النوم، قاله الأسود بن علقمة.
وفي الكلام مضمر محذوف وتقديره : فتهجد بالقرآن وقيام الليل نافلة أي فضلاً وزيادة على الفرض.
وفي تخصيص النبي ﷺ بأنها نافلة له ثلاثة أوجه :
أحدها : تخصيصاً له بالترغيب فيها والسبق إلى حيازة فضلها، اختصاصها بكرامته، قاله علي بن عيسى.
الثاني : لأنها فضيلة له، ولغيره كفارة، قاله مجاهد.
الثالث : لأنها عليه مكتوبة ولغيره مستحبة، قاله ابن عباس.
﴿ عسى أن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن المقام المحمود الشفاعة للناس يوم القيامة، قاله حذيفة بن اليمان.
الثاني : أنه إجلاسه على عرشه يوم القيامة، قاله مجاهد.
الثالث : أنه إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة.
ويحتمل قولاً رابعاً : أن يكون المقام المحمود شهادته على أمته بما أجابوه من تصديق أو تكذيب، كما قال تعالى ﴿ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ﴾ [ النساء : ٤١ ].