قوله تعالى :﴿ وقل ربِّ أدخلني مدخل صدقٍ وأخرجني مُخرج صدق ﴾ فيه سبعة أقاويل :
أحدها : أن مدخل الصدق دخوله إلى المدينة حين هاجر إليها، ومخرج صدق بخروجه من مكة حين هاجر منها، قاله قتادة وابن زيد.
الثاني : أدخلني مدخل صدق إلى الجنة وأخرجني مخرج صدق من مكة إلى المدينة، قاله الحسن.
الثالث : أدخلني مدخل صدق فيما أرسلتني به من النبوة، وأخرجني منه بتبليغ الرسالة مخرج صدق، وهذا قول مجاهد.
الرابع : أدخلني في الإسلام مدخل صدق، وأخرجني من الدنيا مخرج صدق، قاله أبو صالح.
الخامس : أدخلني مكة مدخل صدق وأخرجني منها مخرج صدق آمناً، قاله الضحاك.
السادس : أدخلني في قبري مدخل صدق، وأخرجني منه مخرج صدق، قاله ابن عباس.
السابع : أدخلني فيما أمرتني به من طاعتك مدخل صدق، وأخرجني مما نهيتني عنه من معاصيك مخرج صدق، قاله بعض المتأخرين.
والصدق ها هنا عبارة عن الصلاح وحسن العاقبة. ﴿ واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : يعني مُلكاً عزيزاً أقهر به العصاة، قاله قتادة.
الثاني : حجة بيّنة، قاله مجاهد.
الثالث : أن السلطة على الكافرين بالسيف، وعلى المنافقين بإقامة الحدود قاله الحسن.
ويحتمل رابعاً : أن يجمع له بين القلوب باللين وبين قهر الأبدان بالسيف.
قوله تعالى :﴿ وقُلْ جاء الحق وزهق الباطل ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن الحق هو القرآن، والباطل هو الشيطان، قاله قتادة.
الثاني : أن الحق عبادة الله تعالى والباطل عبادة الأصنام، قاله مقاتل بن سليمان.
الثالث : أن الحق الجهاد، والباطل الشرك، قاله ابن جريج. ﴿ إن الباطل كان زهوقاً ﴾ أي ذاهباً هالكاً، قال الشاعر :

ولقدْ شفَى نفسي وأبْرأ سُقْمَهَا إِقدامُهُ قهْراً له لَمْ يَزْهَق
وحكى قتادة أن النبي ﷺ لما دخل الكعبة ورأى فيها التصاوير أمر بثوب فبُل بالماء وجعل يضرب به تلك التصاوير ويمحوها ويقول ﴿ جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ﴾


الصفحة التالية
Icon