قوله تعالى :﴿ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ﴾ يعني أجيبوا الله والرسول قال كعب ابن سعد الغنوي.
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى | فلم يستجبه عند ذاك مجيب |
﴿ إذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ فيه سبعة أقاويل :
أحدها : إذا دعاكم إلى الإيمان، قاله السدي.
والثاني : إذا دعاكم إلى الحق، قاله مجاهد.
والثالث : إذا دعاكم إلى ما في القرآن، قاله قتادة.
والرابع : إذا دعاكم إلى الحرب وجهاد العدو، قاله ابن إسحاق.
والخامس : إذا دعاكم إلى ما فيه دوام حياتكم في الآخرة، ذكره علي بن عيسى.
والسادس : إذا دعاكم إلى ما فيه إحياء أمركم في الدنيا، قاله الفراء.
والسابع : أنه على عموم الدعاء فيما أمرهم به.
روى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال : مر رسول الله ﷺ على أُبيّ وهو قائم يصلي فصرخ به قال :« يَاأُبيّ » قال فعجل في صلاته، ثم جاء، فقال رسول الله ﷺ :« مَا مَنَعَكَ إذْ دَعَوتُكَ أَنْ تُجِيبَنِي؟ » قال : يا رسول الله كنت أصلي، فقال :« أَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أُوحِيَ إلَيَّ ﴿ اسْتَجِيْبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْْ ﴾ » قال بلى يا رسول الله، لا أعود.
﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ فيه لأهل التأويل سبعة أقاويل :
أحدها : يحول بين الكافر والإيمان، وبين المؤمن والكفر، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير والضحاك.
والثاني : يحول بين المرء وعقله فلا يدري ما يعمل، قاله مجاهد.
والثالث : يحول بين المرء وقلبه أن يقدر على إيمان أو كفر إلا بإذنه، قاله السدي.
والرابع : معناه أنه قريب من قلبه يحول بينه وبين أن يخفى عليه شيء من سره أو جهره فصار أقرب من حبل الوريد، وهذا تحذير شديد، قاله قتادة.
والخامس : معناه يفرق بين المرء وقلبه بالموت فلا يقدر على استدراك فائت. ذكره علي بن عيسى.
والسادس : يحول بين المرء وما يتمناه بقلبه من البقاء وطول العمر والظفر والنصر، حكاه ابن الأنباري.
والسابع : يحول بين المرء وما يوقعه في قلبه من رعب خوف أو قوة وأمن، فيأمن المؤمن من خوفه، ويخاف الكافر عذابه.