قوله تعالى :﴿ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ ﴾ فيه ثلاثة تأويلات
: أحدها : أن يرزقه الله، وهو قول مجاهد، والنصر الرزق، ومنه قول الأعشى.
أبوك الذي أجرى عليّ بنصره | فأنصب عني بعده كل قابل |
إني وأسطار سطران سطرا | لقائل يا نصرَ نصرٍ نصرا |
﴿ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ﴾ والنصر في الدنيا بالغلبة، وفي الآخرة بظهور الحجة.
ويحتمل وجهاً آخر أن يكون النصر في الدنيا علو الكلمة، وفي الآخرة علو المنزلة.
﴿ فَلْيَمْدُدْ بِسبَبٍ إِلَى السَّمَآءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : فليمدد بحبل إلى سماء الدنيا ليقطع الوحي عن محمد ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ أي يذهب الكيد منه ما يغيظه من نزول الوحي عليه، وهذا قول ابن زيد.
والثاني : فليمدد بحبل إلى سماء بيته وهو سقفه، ثم لِيخْنقَ به نفسه فلينظر هل يذهب ذلك بغيظه من ألا يرزقه الله تعالى، وهذا قول السدي.