قوله تعالى :﴿ وَشَجَرةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنآءَ ﴾ هي شجر الزيتون، وخصت بالذكر لكثرة منفعتها وقلة تعاهدها.
وفي طور سيناء خمسة تأويلات :
أحدها : أن سيناء البركة فكأنه قال جبل البركة، قاله ابن عباس، ومجاهد.
الثاني : أنه الحسن المنظر، قاله قتادة.
الثالث : أنه الكثير الشجر، قاله ابن عيسى.
الرابع : أنه اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى، قاله أبو عبيدة.
الخامس : أنه المرتفع مأخوذ من النساء، وهو الارتفاع فعلى هذا التأويل يكون اسماً عربياً وعلى ما تقدم من التأويلات يكون اسماً أعجمياً واختلف القائلون بأعجميته على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه سرياني، قاله ابن عباس.
الثاني : نبطي.
الثالث : حبشي.
﴿ تَنْبُتْ بِالدُّهْنِ ﴾ اختلف في الدهن هنا على قولين
: أحدهما : أن الدهن هنا المطر اللين، قاله محمد بن درستويه، ويكون دخول الباء تصحيحاً للكلام.
الثاني : أنه الدهن المعروف أي بثمر الدهن.
وعلى هذا اختلفوا في دخول الباء على وجهين :
أحدهما : أنها زائدة وأنها تنبت الدهن، قاله أبو عبيدة وأنشد :

نضرب بالسيف ونرجو بالفرج فكانت الباء في بالفرج زائدة كذلك في الدهن وهي قراءة ابن مسعود
. الثاني : أن الباء أصل وليست بزائدة، وقد قرىء تنبت بالدهن بفتح التاء الأولى إذا كانت التاء أصلاً ثابتاً. فإن كانت القراءة بضم التاء الأولى فمعناه تنبت وينبت بها الدهن ومعناهما إذا حقق متقارب وإن كان بينهما أدنى فرق. وقال الزجاج : معناه ينبت فيها الدهن، وهذه عبرة : أن تشرب الماء وتخرج الدهن.
﴿ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِينَ ﴾ أي إدام يصطبغ به الآكلون، وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال :« الزَّيتُ مِنْ شَجَرةٍ مُبَارَكَةٍ فَائْتَدِمُواْ بِهِ وَادَّهِنُوا » وقيل إن الصبغ ما يؤتدم به سوى اللحم.


الصفحة التالية
Icon