قوله تعالى :﴿ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهآ أَلاَّ تَحْزَنِي ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أن المنادي لها من تحتها جبريل، قاله ابن عباس، وقتادة، والضحاك، والسدي.
الثاني : أنه عيسى ابنها، قاله الحسن، ومجاهد.
وفي قوله من تحتها وجهان :
أحدهما : من أسفل منها في الأرض وهي فوقه على رأسه، قاله الكلبي.
الثاني : من بطنها : قاله بعض المتكلمين، بالقبطية.
﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أن السريّ هو ابنها عيسى، لأن السري هو الرفيع الشريف مأخوذ من قولهم فلان من سروات قومه أي من أشرافهم، قاله الحسن، فعلى هذا يكون عيسى هو المنادي من تحتها ﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ﴾
الثاني : أن السريّ هو النهر، قاله ابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وقتادة، والضحاك، لتكون النخلة لها طعاماً، والنهر لها شراباً، وعلى هذا يكون جبريل هو المنادي لها ﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ﴾.
الثاني : أنه عربي مشتق من السراية فَسُمِّيَ السريّ لأنه يجري فيه ومنه قول الشاعر :
سهل الخليقة ماجد ذو نائلٍ | مثل السريّ تمده الأنهار |
قوله تعالى :﴿ وَهُزِّي إِلَيكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ.... ﴾ الآية. اختلف في النخلة. على أربعة أقاويل :
أحدها : كانت برنية.
الثاني : صرفاتة، قاله أبو داود.
الثالث : قريناً.
الرابع : عجوة، قاله مجاهد.
وفي ﴿ الجَنِي ﴾ ثلاثة أقاويل :
أحدها : المترطب البسر، قاله مقاتل.
الثاني : البلح لم يتغير، قاله أبو عمرو بن العلاء.
الثالث : أنه الطري بغباره. وقيل لم يكن للنخلة رأس وكان في الشتاء فجعله الله آية. قال مقاتل فاخضرت وهي تنظر ثم حملت وهي تنظر ثم نضجت وهي تنظر.