قوله تعالى :﴿ أُوْلَئِكَ يُجْزَوُنَ الْغُرْفَةَ ﴾ فيها وجهان
: أحدهما : أن الغرفة الجنة، قاله الضحاك.
الثاني : أنها أعلى منازل الجنة وأفضلها كما أن الغرفة أعلى منازل الدنيا، حكاه ابن شجرة.
﴿ بِمَا صَبَرُواْ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : بما صبروا عن الشهوات، قاله الضحاك.
الثاني : بما صبروا على طاعة الله.
﴿ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : يعني بقاء دائماً.
الثاني : ملكاً عظيماً.
﴿ وَسَلاَماً ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : أنها جماع السلامة الخير.
الثاني : هو أن يحيي بعضهم بعضاً بالسلام، قاله الكلبي.
ولأصحاب الخواطر في التحية والسلام وجهان :
أحدهما : التحية على الروح والسلام على الجسد.
الثاني : أن التحية على العقل والسلام على النفس.
قوله تعالى :﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ما يصنع، قاله مجاهد، وابن زيد.
الثاني : ما يبالي، قاله أبو عمرو بن العلاء.
﴿ لَوْلاَ دُعآؤُكُمْ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : لولا عبادتكم وإيمانكم به، والدعاء العبادة.
الثاني : لولا دعاؤه لكم إلى الطاعة، قاله مجاهد.
ويحتمل ثالثاً : لولا دعاؤكم له إذا مسكم الضر وأصابكم السوء رغبة إليه وخضوعاً إليه.
﴿ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : كذبتم برسلي.
الثاني : قصرتم عن طاعتي مأخوذ من قولهم قد كذب في الحرب إذا قصّر.
﴿ لِزَاماً ﴾ فيه أربعة أوجه
: أحدها : أنه عذاب الدنيا وهو القتل يوم بدر، قاله ابن مسعود وأُبي.
الثاني : عذاب الآخرة في القيامة، قاله قتادة.
الثالث : أنه الموت، قاله محمد بن كعب، ومنه قول الشاعر :

يولي عند حاجتها البشير ولم أجزع من الموت اللزام
الرابع : هو لزوم الحجة في الآخرة على تكذيبهم في الدنيا، قاله الضحاك، وأظهر الأوجه أن يكون اللزام الجزاء للزومه، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon