قوله تعالى :﴿ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ﴾ في الشرذمة وجهان
: أحدهما : أنهم سفلة الناس وأدنياؤهم، قاله الضحاك، ومنه قول الأعشى :
وهم الأعبد في أحيائهم | لعبيدٍ وتراهم شرذمة. |
جاء الشتاء وقميصي أخلاق | شراذم يضحك منها التواق |
أحدها : ستمائة وتسعين ألفاً، قال مقاتل : لا يعد ابن عشرين سنة لصغيره ولا ابن ستين لكبره، وهو قول السدي.
الثالث : كانوا ستمائة ألف مقاتل، قاله قتادة.
الرابع : كانوا خمسمائة ألف وثلاثة آلاف وخمسمائة، وإنما استقل هذا العدد لأمرين :
أحدهما : لكثرة من قتل منهم.
الثاني : لكثرة من كان معه، حكى السدي أنه كان على مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان ليس فيها ماديانه، وقال الضحاك كانوا سبعة آلاف ألف.
قوله تعالى :﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَذِرُونَ ﴾ قراءة ابن كثير ونافع، وأبي عمرو، وقرأ الباقون ﴿ حَاذِرُونَ ﴾ وفيه أربعة أوجه :
أحدها : أنهما لغتان ومعناهما واحد، حكاه ابن شجرة وقاله أبو عبيدة واسْتَشْهَد بقول الشاعر :
وكنت عليه أحذر الموت وحده | فلم يبق لي شيء عليه أحاذره. |
الثالث : أن الحذر الخائف والحاذر المستعد.
الرابع : أن الحذر المتيقظ، والحاذر آخذ السلاح، لأن السلاح يسمى حذراً قاله الله تعالى :﴿ وَخُذُوا حِذْرَكُم ﴾ [ النساء : ١٠٢ ] أي سلاحكم، وقرأ ابن عامر. ﴿ حَادِرُونَ ﴾ بدال غير معجمة وفي تأويله وجهان
: أحدهما : أقوياء من قولهم جمل حادر إذا كان غليظاً.
الثاني : مسرعون.
قوله تعالى :﴿ وَكُنُوزٍ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : الخزائن.
الثاني : الدفائن.
الثالث : الأنهار، قاله الضحاك.
﴿ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : أنها المنابر، قاله ابن عباس، ومجاهد.
الثاني : مجالس الأمراء، حكاه ابن عيسى.
الثالث : المنازل الحسان، قاله ابن جبير.
ويحتمل رابعاً : أنها مرابط الخيل لتفرد الزعماء بارتباطها عُدة وزينة فصار مقامها أكرم منزول.