قوله تعالى :﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً ﴾ فيه أربعة تأويلات
: أحدها : أنه اللب، قاله عكرمة.
الثاني : العلم، قاله ابن عباس.
الثالث : القرآن، قاله مجاهد.
الرابع : النبوة، قاله السدي.
ويحتمل خامساً : أنه إصابة الحق في الحكم. ﴿ وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ قال عبد الرحمن بن زيد : مع الأنبياء والمؤمنين
. ويحتمل وجهين :
أحدهما : بالصالحين من أصفيائك في الدنيا.
الثاني : بجزاء الصالحين في الآخرة ومجاورتهم في الجنة.
قوله تعالى :﴿ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : ثناء حسناً في الأمم كلها، قاله مجاهد، وقتادة، وجعله لساناً لأنه يكون باللسان.
الثاني : أن يؤمن به أهل كل ملة، قاله ليث بن أبي سليم.
الثالث : أن يجعل من ولده من يقول بالحق بعده، قاله علي بن عيسى.
ويحتمل رابعاً : أن يكون مصدقاً في جمع الملل وقد أجيب إليه.
قوله تعالى :﴿ وَاغْفِرْ لأَبِي ﴾ الآية. في أبيه قولان :
أحدهما : أنه كان يسر الإيمان ويظهر الكفر فعلى هذا يصح الاستغفار له.
الثاني : وهو الأظهر أنه كان كافراً في الظاهر والباطن.
فعلى هذا في استغفاره له قولان :
أحدهما : أنه سأل أن يغفر له في الدنيا ولا يعاقبه فيها.
والثاني : أنه سأل أن يغفر له سيئاته التي عليه والتي تسقط بعفوه.
قوله تعالى :﴿ بِقَلْبٍ ﴾ فيه خمسة أوجه :
أحدها : سليم من الشك، قاله مجاهد.
الثاني : سليم من الشرك، قاله الحسن، وابن زيد.
الثالث : من المعاصي، لأنه إذا سلم القلب سلمت الجوارح.
الرابع : أنه الخالص، قاله الضحاك.
الخامس : أنه الناصح في خلقه، قاله عبد الرحمن بن أبي حاتم.
ويحتمل سادساً : سليم القلب من الخوف في القيامة لما تقدم من البشرى عند المعاينة.