قوله تعالى :﴿ أَتَبْنُونَ بَكُلِّ رِيعٍ ﴾ فيه ستة تأويلات
: أحدها : أن الريع الطريق، قاله السدي، ومنه قول المسيب بن علي :
في الآل يخفضها ويرفعها... ريع يلوح كأنه سحل
السحل : الثوب الأبيض، شبه الطريق به
. الثاني : أنه الثنية الصغيرة، قاله مجاهد.
الثالث : أنه السوق، حكاه الكلبي.
الرابع : أنه الفج بين الجبلين، قاله مجاهد.
الخامس : أنه الجبال، قاله أبو صخر.
السادس : أنه المكان المشرف من الأرض، قاله ابن عباس، قال ذو الرمة :
طِراق الخوافي مشرق فوق ريعهِ... ندى ليله في ريشه يترقرق
﴿ ءَايةٍ تَعْبَثُونَ ﴾ في آية ثلاثة أوجه
: أحدها : البنيان، قاله مجاهد.
الثاني : الأعلام، قاله ابن عباس.
الثالث : أبراج الحمام، حكاه ابن أبي نجيح.
وفي العبث قولان :
أحدها : اللهو واللعب، قاله عطية.
الثاني : أنه عبث العشّارين بأموال من يمر بهم، قاله الكلبي.
قوله تعالى :﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ ﴾ فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : القصور المشيدة، قاله مجاهد، ومنه قول الشاعر :
تركنا ديارهم منهم قفاراً... وهَدّمنا المصانع والبُروجا
الثاني : أنها مآجل الماء تحت الأرض، قاله قتادة، ومنه قول لبيد
بَلينا وما تبلى النجوم الطوالع... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
الثالث : أنها بروج الحمام، قاله السدي
. ﴿ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ أي كأنكم تخلدون باتخاذكم هذه الأبينة، وحكى قتادة
: أنها في بعض القراءات : كأنكم خالدون.
قوله تعالى :﴿ وَإذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أقوياء، قاله ابن عباس.
الثاني : هو ضرب السياط، قاله مجاهد.
الثالث : هو القتل بالسيف في غير حق، حكاه يحيى بن سلام.
وقال الكبي : هو القتل على الغضب.
ويحتمل رابعاً : أنه المؤاخذة على العمد والخطأ من غير عفو ولا إبقاء.