قوله تعالى :﴿ وَلاَ تُجَادِلُواْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلأَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن ﴿ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ قول لا إله إلا الله، قاله ابن عباس.
الثاني : الكف عنهم عند بذل الجزية منهم وقتالهم إن أبوا، قاله مجاهد.
الثالث : أنهم إن قالوا شراً فقولوا لهم خيراً، رواه ابن أبي نجيح.
ويحتمل تأويلاً رابعاً : وهو أن يحتج لشريعة الإٍسلام ولا يذم ما تقدمها من الشرائع.
﴿ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمُ ﴾ فيه أربعة أقاويل
: أحدها : أنهم أهل الحرب، قاله مجاهد.
الثاني : من منع الجزية منهم، رواه خصيف.
الثالث : ظلموا بالإقامة على كفرهم بعد قيام الحجة عليهم، قاله ابن زيد.
الرابع : ظلموا في جدالهم فأغلظوا لهم، قاله ابن عيسى.
واختلف في نسخ ذلك على قولين :
أحدهما : أنها منسوخة؛ قاله قتادة.
الثاني : أنها ثابتة.
﴿ وَقُولُواْ ءَآمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلِيْكُمْ ﴾ الآية، فروى سلمة عن أبي هريرة قال : كان أهل الكتاب يقرأُون التوراة بالعبرانية فيفسرونها بالعربية لأهل الإٍسلام فقال رسول الله ﷺ :« لاَ تُصَدِّقُواْ أَهْلَ الكِتابِ وَلاَ تُكَذِّبُوهُم ﴿ وَقُولُواْ ءَامَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ ﴾ إلى قوله ﴿ مُسْلِمُونَ ﴾ » أي مخلصون وفيه قولان :
أحدهما : أنه يقوله لأهل الكتاب، قاله مجاهد.
الثاني : يقوله لمن آمن، قاله السدي.