قوله تعالى :﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ يعني أهل الجنة كما يسأل أهل النار.
﴿ قال قائلٌ منهم ﴾ يعني من أهل الجنة.
﴿ إني كان لي قرين ﴾ يعني في الدنيا، وفيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الشيطان كان يغويه فلا يطيعه، قاله مجاهد.
الثاني : شريك له كان يدعوه إلى الكفر فلا يجيبه، قاله ابن عباس.
الثالث : أنهما اللذان في سورة الكهف ﴿ واضرب لهم مثلاً رجلين ﴾ إلى آخر قصتهما، فقال المؤمن منهما في الجنة للكافر في النار.
﴿ يقول أئنك لمن المصدقين ﴾ يعني بالبعث.
﴿ أئذا مِتْنَا وكُنَّا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : لمحاسبون، قاله مجاهد وقتادة والسدي.
الثاني : لمجازون، قاله ابن عباس ومحمد بن كعب من قوله : كما تدين تدان.
قوله تعالى :﴿ قال هل أنتم مطلعون ﴾ وهذا قول صاحب القرين للملائكة وقيل لأهل الجنة، هل أنتم مطلعون يعني في النار. يحتمل ذلك وجهين :
أحدهما : لاستخباره عن جواز الاطلاع.
الثاني : لمعاينة القرين.
﴿ فاطّلَعَ ﴾ يعني في النار. ﴿ فرآه ﴾ يعني قرينه ﴿ في سواءِ الجحيم ﴾ قال ابن عباس في وسط الجحيم، وإنما سمي الوسط سواءً لاستواء المسافة فيه إلى الجوانب قال قتادة : فوالله لولا أن الله عَرّفه إياه ما كان ليعرفه، لقد تغير حبْرُهُ وسبرُه يعني حسنه وتخطيطه.
قوله تعالى :﴿ قال تالله إن كِدْتَ لتُرْدين ﴾ هذا قول المؤمن في الجنة لقرينه في النار، وفيه وجهان :
أحدهما : لتهلكني لو أطعتك، قاله السدي.
الثاني : لتباعدني من الله تعالى، قاله يحيى.
﴿ ولولا نعمة ربي ﴾ يعني بالإيمان ﴿ لكنت من المحْضَرين ﴾ يعني في النار، لأن أحضر لا يستعمل مطلقاً إلا في الشر.


الصفحة التالية
Icon