﴿ فراغ عليهم ضرباً باليمين ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : يده اليمنى. قاله الضحاك، لأنها أقوى والضرب بها أشد.
الثاني : باليمين التي حلفها حين قال ﴿ وتالله لأكيدن أصنامكم ﴾ حكاه ابن عيسى.
الثالث : يعني بالقوة، وقوة النبوة أشد، قاله ثعلب.
﴿ فأقبلوا إليه يزفون ﴾ فيه خمسة تأويلات :
أحدها : يخرجون، قاله ابن عباس.
الثاني : يسعون، قاله الضحاك.
الثالث : يتسللون، حكاه ابن عيسى.
الرابع : يرعدون غضباً، حكاه يحيى بن سلام.
الخامس : يختالون وهو مشي الخيلاء، وبه قال مجاهد، ومنه أخذ زفاف العروس إلى زوجها، وقال الفرزدق :

وجاء قريع الشول قَبل إفالها يزفّ وجاءت خَلْفه وهي زفّف
قوله تعالى :﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن الله خلقكم وخلق عملكم.
الثاني : خلقكم وخلق الأصنام التي عملتموها.
﴿ فأرادوا به كيداً ﴾ يعني إحراقه بالنار التي أوقدوها له.
﴿ فجعلناهم الأسفلين ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : الأسفلين في نار جهنم، قاله يحيى.
الثاني : الأسفلين في دحض الحجة، قال قتادة : فما ناظروه بعد ذلك حتى أهلكوا.
الثالث : يعني المهلكين فإن الله تعالى عقب ذلك بهلاكهم.
الرابع : المقهورين لخلاص إبراهيم من كيدهم. قال كعب : فما انتفع بالنار يومئذٍ أحد من الناس وما أحرقت منه يومئذٍ إلا وثاقه.
وروت أم سبابة الأنصارية عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ حدثها أن « إبراهيم لما ألقي في النار كانت الدواب كلها تطفىء عنه النار إلا الوزغة فإنها كانت تنفخ عليها » فأمر رسول الله ﷺ بقتلها.


الصفحة التالية
Icon