الثاني : معناهما واحد، وفي تأويله سبعة أقاويل :
أحدها : معناه ما لها من ترداد، قاله ابن عباس.
الثاني : ما لها من حبس، قاله حمزة بن إسماعيل.
الثالث : من رجوع إلى الدنيا، قاله الحسن وقتادة.
الرابع : من رحمة. وروي عن ابن عباس أيضاً.
الخامس : ما لها من راحة، حكاه أبان بن تغلب.
السادس : ما لها من تأخير لسرعتها قال الكلبي، ومنه قول أبي ذؤيب :

إذا ماتت عن الدنيا حياتي فيا ليت القيامة عن فواق
السابع : ما لهم بعدها من إقامة، وهو بمعنى قول السدي.
قوله تعالى :﴿ وقالوا ربنا عَجَّل لنا قِطنا... ﴾ الآية. فيه خمسة تأويلات :
أحدها : معنى ذلك عجل لنا حظنا من الجنة التي وعدتنا، قاله ابن جبير.
الثاني : عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي وعدتنا استهزاء منهم بذلك، قاله ابن عباس.
الثالث : عجل لنا رزقنا، قاله إسماعيل بن أبي خالد.
الرابع : أرنا منازلنا، قاله السدي.
الخامس : عجل لنا في الدنيا كتابنا في الآخرة وهو قوله ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه... وأما من أوتي كتابه بشماله ﴾ استهزاء منهم بذلك. وأصل القط القطع، ومنه قط القلم وقولهم ما رأيته قط أي قطع الدهر بيني وبينه وأطلق على النصيب. والكتاب والرزق لقطعه من غيره إلا أنه في الكتاب أكثر استعمالاً وأقوى حقيقة، قال أمية بن أبي الصلت :
قوم لهم ساحة العراق وما يجبى إليه والقط والقلح
وفيه لمن قال بهذا قولان :
أحدهما أنه ينطلق على كل كتاب يتوثق به.
الثاني : أنه مخص بالكتاب الذي فيه عطية وصلة، قاله ابن بحر.


الصفحة التالية
Icon