قوله تعالى :﴿ وََعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا ﴾ فيه قولان :
أحدهما : هي مغانم خيبر، قاله ابن زيد.
الثاني : هو كل مغنم غنمه المسلمون، قاله مجاهد.
﴿ فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : مغانم خيبر، قاله مجاهد.
الثاني : صلح الحديبية، قاله ابن عباس.
﴿ وَكَفَّ أيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : اليهود كف أيديهم عن المدينة عند خروجهم إلى الحديبية.
الثاني : قريش كف أيديهم عن المدينة عند خروجهم إلى الحديبية.
الثالث : أسد وغطفان الحليفان عليهم عيينة بن حصن ومالك بن عوف جاءوا لينصروا أهل خيبر، فألقى الله في قلوبهم الرعب فانهزموا.
﴿ وَلِتَكُونَ ءَايَةً لِّلْمُؤمِنِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ليكون كف أيديهم عنكم آية للمؤمنين.
الثاني : ليكون فتح خيبر آية أي علامة لصدق الله تعالى في وعده وصدق رسوله في خبره. قيل لتكون البيعة آية لهم.
قوله تعالى :﴿ وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أحَاطَ اللَّهُ بِهَا ﴾ فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : هي أرض فارس والروم وجميع ما فتحه المسلمون، قاله ابن عباس.
الثاني : هي مكة، قاله قتادة.
الثالث : هي أرض خيبر، قاله الضحاك.
في قوله :﴿ قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ﴾ وجهان :
أحدهما : قدر الله عليها، قاله ابن بحر.
الثاني : حفظها عليكم ليكون فتحها لكم.
قوله تعالى :﴿ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ﴾ يعني طريقة الله وعادته السالفة نصر رسله وأوليائه على أعدائه.
وفي قوله :﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ﴾ وجهان :
أحدهما : ولن تتغير سنة الله وعادته في نصرك على أعدائك وأعدائه.
الثاني : لن تجد لعادة الله في نصر رسله مانعاً من الظفر بأعدائه وهو محتمل.
قوله تعالى :﴿ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : كف أيديهم عنكم بالرعب وأيديكم عنهم بالنهي.
الثاني : كف أيديهم عنكم بالخذلان، وأيديكم عنهم بالاستبقاء لعلمه بحال من يسلم منهم.
الثالث : كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم بالصلح عام الحديبية.
﴿ بِبَطْنِ مَكَّةَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : يريد به مكة.
الثاني : يريد به الحديبية لأن بعضها مضاف إلى الحرام.
وفي قوله :﴿ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيهِمْ ﴾ ثلاثة أقاويل :
أحدها : أظفركم عليهم بفتح مكة وتكون هذه نزلت بعد فتح مكة، وفيها دليل على أن مكة فتحت صلحاً لقوله ﴿ كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وأَيْدِيَكُمْ عَنهُم ﴾.
الثاني : أظفركم عليهم بقضاء العمرة التي صدوكم عنها.
الثالث : أظفركم عليهم بما روي ثابت عن أنس أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول الله ﷺ وعلى أصحابه من قبل التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوا من ظفروا به، فأخذهم رسول الله ﷺ فأعتقهم، فأنزل الله هذه الآية، فكان هذا هو الظفر.


الصفحة التالية
Icon